فصل: الآيات (59- 60)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


 الآية 59 - 60

أخرج أحمد والنسائي والبزار وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل والضياء في المختارة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحي عنهم الجبال فيزرعون، فقيل له‏:‏ ‏"‏إن شئت أن تتأنى بهم، وإن شئت أن نؤتيهم الذي سألوا، فإن كفروا أهلكوا كما أهلكت من قبلهم من الأمم‏"‏‏.‏ قال لا‏:‏ ‏"‏بل أستأني بهم‏"‏ فأنزل الله ‏{‏وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون‏}‏ ْ‏.‏

وأخرج أحمد والبيهقي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ادع لنا ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن لك‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وتفعلون‏"‏ قالوا‏:‏ نعم‏.‏ فدعا فأتاه جبريل عليه السلام فقال‏:‏ ‏"‏إن ربك يقرئك السلام ويقول لك إن شئت أصبح الصفا لهم ذهبا فمن كفر منهم بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين، وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏باب التوبة والرحمة‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في الدلائل، عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ قال الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ لو جئتنا بآية كما جاء بها صالح والنبيون‏.‏ فقال‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شئتم دعوت الله فأنزلها عليكم، وإن عصيتم هلكتم، فقالوا‏:‏ لا نريدها‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن قتادة قال‏:‏ قال أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ إن كان ما تقول حقا، ويسرك أن نؤمن، فحول لنا الصفا ذهبا، فأتاه جبريل فقال‏:‏ ‏"‏إن شئت كان الذي سألك قومك، ولكنه إن كان، ثم لم يؤمنوا لم ينظروا، وإن شئت استأنيت بقومك‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏بل أستأني بقومي‏"‏ فأنزل الله‏:‏ ‏{‏وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون‏}‏ وأنزل الله ‏(‏ما آمنت قبلهم من قرية أهلكناها أفهم يؤمنون‏)‏ ‏(‏الأنبياء، آية 6‏)‏‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون‏}‏ قال‏:‏ رحمة لكم أيتها الأمة‏.‏ قال‏:‏ إنا لو أرسلنا بالآيات، فكذبتم بها أصابكم ما أصاب من قبلكم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ لم تؤت قرية بآية فكذبوا بها، إلا عذبوا وفي قوله‏:‏ ‏{‏وآتينا ثمود الناقة مبصرة‏}‏ قال‏:‏ آية‏.‏

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وما نرسل بالآيات إلا تخويفا‏}‏ قال‏:‏ الموت‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وأحمد في الزهد وابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن جرير وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وما نرسل بالآيات إلا تخويفا‏}‏ قال‏:‏ الموت الذريع‏.‏

واخرج أبو داود في البعث، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وما نرسل بالآيات إلا تخويفا‏}‏ قال‏:‏ الموت من ذلك‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وما نرسل بالآيات إلا تخويفا‏}‏ قال‏:‏ إن الله يخوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يعتبون، أو يذكرون، أو يرجعون‏.‏ ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود رضي الله عنه فقال‏:‏ يا أيها الناس، إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن الحسن رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس‏}‏ قال‏:‏ عصمك من الناس‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إن ربك أحاط بالناس‏}‏ قال‏:‏ فهم في قبضته‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إن ربك أحاط بالناس‏}‏ قال‏:‏ أحاط بهم، فهو مانعك منهم وعاصمك، حتى تبلغ رسالته‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وأحمد والبخاري والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس‏}‏ قال‏:‏ هي رؤيا عين، أريها رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى بيت المقدس، وليست برؤيا منام ‏{‏والشجرة الملعونة في القرآن‏}‏ قال‏:‏ هي شجرة الزقوم‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور، عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك‏}‏ قال‏:‏ ما أري في طريقه إلى بيت المقدس‏.‏

وأخرج ابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر، عن أم هانئ رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري به أصبح يحدث نفرا من قريش وهم يستهزئون به، فطلبوا منه آية، فوصف لهم بيت المقدس، وذكر لهم قصة العير‏.‏ فقال الوليد بن المغيرة‏:‏ هذا ساحر، فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس‏}‏‏.‏

وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر، عن الحسن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح يحدث بذلك، فكذب به أناس، فأنزل الله فيمن ارتد‏:‏ ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية، قال‏:‏ هو ما رأى في بيت المقدس ليلة أسري به‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن قتادة رضي الله عنه ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس‏}‏ يقول‏:‏ أراه من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس‏.‏ ذكر لنا أن ناسا ارتدوا بعد إسلامهم حين حدثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسيره أنكروا ذلك، وكذبوا به، وعجبوا منه، وقالوا أتحدثنا أنك سرت مسيرة شهرين في ليلة واحدة‏!‏‏.‏

وأخرج ابن جرير، عن سهل بن سعد رضي الله عنه - قال‏:‏ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا حتى كات، وأنزل الله ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عمر رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ رأيت ولد الحكم بن أبي العاص على المنابر كأنهم القردة، وأنزل الله في ذلك ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة المعلونة‏}‏ يعني الحكم وولده‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن يعلى بن مرة عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أريت بني أمية على منابر الأرض، وسيتملكونكم، فتجدونهم أرباب سوء‏"‏ واهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك‏:‏ فأنزل الله ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس‏}‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أصبح وهو مهموم، فقيل‏:‏ مالك يا رسول الله‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏إني رأيت في المنام كأن بني أمية يتعاورون منبري هذا‏"‏ فقيل‏:‏ يا رسول الله، لا تهتهم فإنها دنيا تنالهم‏.‏ فأنزل الله‏:‏ ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال‏:‏ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك، فأوحى الله إليه‏:‏ ‏"‏إنما هي دنيا أعطوها‏"‏، فقرت عينه وهي قوله‏:‏ ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس‏}‏ يعني بلاء للناس‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لمروان بن الحكم‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ لأبيك وجدك ‏"‏إنكم الشجرة الملعونة في القرآن‏"‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وما جعلنا الرؤيا التي أريناك‏}‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري أنه دخل مكة هو وأصحابه، وهو يومئذ بالمدينة، فسار إلى مكة قبل الأجل، فرده المشركون، فقال أناس قد رد وكان حدثنا أنه سيدخلها، فكانت رجعته فتنتهم‏.‏

وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في البعث، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال أبو جهل لما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم - شجرة الزقوم تخويفا لهم يا معشر قريش، هل تدرون ما شجرة الزقوم التي يخوفكم بها محمد‏؟‏ قالوا‏:‏ لا‏.‏ قال‏:‏ عجوة يثرب بالزبد - والله لئن استمكنا منها لنتزقمها تزقما‏.‏ فأنزل الله‏:‏ ‏(‏إن شجرة الزقوم طعام الأثيم‏)‏ ‏(‏الدخان،الآيتان 43، 44‏)‏ وأنزل الله ‏{‏والشجرة المعلونة في القرآن‏}‏ الآية‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏والشجرة المعلونة في القرآن‏}‏ قال‏:‏ هي شجرة الزقوم خوفوا بها‏.‏ قال أبو جهل‏:‏ أيخوفني ابن أبي كبشة بشجرة الزقوم‏؟‏ ثم دعا بتمر وزبد فجعل يقول‏:‏ زقموني‏.‏ فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏(‏طلعها كأنه رؤوس الشياطين‏)‏ ‏(‏الصافات، آية 65‏)‏ وأنزل الله ‏{‏ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏والشجرة المعلونة‏}‏ قال‏:‏ ملعونة لأن ‏(‏طلعها كأنه رؤوس الشياطين‏)‏ ‏(‏الصافات، آية 65‏)‏ وهم ملعونون‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ونخوفهم‏}‏ قال‏:‏ أبو جهل بشجرة الزقوم ‏{‏فما يزيدهم‏}‏ قال‏:‏ ما يزيد أبا جهل ‏{‏إلا طغيانا كبيرا‏}‏‏.‏

 الآية 61 - 65

أخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة في الآية قال‏:‏ حسد إبليس آدم عليه السلام على ما أعطاه الله من كرامة وقال‏:‏ أنا ناري، وهذا طيني، فكان بدء الذنوب الكبر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال‏:‏ قال إبليس‏:‏ إن آدم خلق من تراب ومن طين خلق ضعيفا، وإني خلقت من نار والنار تحرق كل شيء ‏{‏لأحتنكن ذريته إلا قليلا‏}‏ فصدق ظنه عليهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏لأحتنكن‏}‏ قال‏:‏ لأستولين‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏لأحتنكن ذريته‏}‏ قال‏:‏ لأحتوينهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏لأحتنكن ذريته‏}‏ قال‏:‏ لأضلنهم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏جزاء موفورا‏}‏ قال‏:‏ وافرا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا‏}‏ يقول‏:‏ يوفر عذابها للكافر فلا يدخر عنهم منها شيء‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏واستفزز من استطعت منهم بصوتك‏}‏ قال‏:‏ صوته كل داع دعا إلى معصية الله ‏{‏وأجلب عليهم بخيلك‏}‏ قال‏:‏ كل راكب في معصية الله ‏{‏وشاركهم في الأموال‏}‏ قال‏:‏ كل مال في معصية الله ‏{‏والأولاد‏}‏ قال‏:‏ ما قتلوا من أولادهم، وأتوا فيهم الحرام‏.‏

وأخرج الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد‏}‏ قال‏:‏ كل خيل تسير في معصية الله، وكل رجل يمشي في معصية الله، وكل مال أخذ بغير حقه وكل ولد زنا‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي الدنيا في ذم الملاهي، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏واستفزز من استطعت منهم بصوتك‏}‏ قال‏:‏ استنزل من استطعت منهم بالغناء والمزامير واللهو والباطل ‏{‏وأجلب عليهم بخيلك ورجلك‏}‏ قال كل راكب وماش في معاصي الله ‏{‏وشاركهم في الأموال والأولاد‏}‏ قال‏:‏ كل مال أخذ بغير طاعة الله تعالى، وأنفق في غير حقه، والأولاد، أولاد الزنا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏وشاركهم في الأموال والأولاد‏}‏ قال‏:‏ الأموال ما كانوا يحرمون من أنعامهم والأولاد أولاد الزنا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن مردويه، عن ابن عباس في الآية قال‏:‏ مشاركته في الأموال، أن جعلوا البحيرة والسائبة والوصيلة، لغير الله ومشاركته إياهم في الأولاد سمو عبد الحارث وعبد شمس‏.‏

وأخرج ابن مردويه، عن أنس رضي الله عنه رفعه قال‏:‏ قال إبليس يا رب، إنك لعنتني وأخرجتني من الجنة من أجل آدم، وإني لا أستطيعه إلا بك‏.‏ قال‏:‏ فأنت المسلط‏.‏ قال‏:‏ أي رب، زدني قال‏:‏ ‏{‏وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد‏}‏‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان وابن عساكر، عن ثابت رضي الله عنه قال‏:‏ بلغنا أن إبليس قال‏:‏ يا رب، إنك خلقت آدم وجعلت بيني وبينه عداوة، فسلطني، قال‏:‏ صدورهم مساكن لك‏.‏ قال‏:‏ رب زدني‏.‏ قال‏:‏ لا يولد لآدم ولد، إلا ولد لك عشرة‏.‏ قال‏:‏ رب زدني‏.‏ قال‏:‏ تجري منهم مجرى الدم‏.‏ قال‏:‏ رب زدني‏.‏ قال‏:‏ ‏{‏أجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد‏}‏ فشكا آدم - عليه السلام - إبليس إلى ربه‏.‏ قال‏:‏ يا رب، إنك خلقت إبليس وجعلت بيني وبينه عداوة و بغضا، وسلطته علي، وأنا لا أطيقه إلا بك‏.‏ قال‏:‏ لا يولد لك ولد إلا وكلت به ملكين يحفظانه من قرناء السوء‏.‏ قال‏:‏ رب زدني‏.‏ قال‏:‏ الحسنة بعشرة أمثالها قال‏:‏ رب زدني‏.‏ قال‏:‏ لا أحجب عن أحد من ولدك التوبة ما لم يغرغر‏.‏ والله أعلم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إن عبادي ليس لك عليهم سلطان‏}‏ قال‏:‏ عبادي الذين قضيت لهم بالجنة، ليس لك عليهم أن يذنبوا ذنبا، إلا أغفر لهم‏.‏

 الآية 66 - 69

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏يزجي‏}‏ قال‏:‏ يجري‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏يزجي لكم الفلك‏}‏ قال‏:‏ يسيرها في البحر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏الفلك‏}‏ قال‏:‏ السفن‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الأوزاعي رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏إنه كان بكم رحيما‏}‏ قال‏:‏ نزلت في المشركين‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏أو يرسل عليكم حاصبا‏}‏ قال‏:‏ مطر الحجارة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏أو يرسل عليكم حاصبا‏}‏ قال‏:‏ حجارة من السماء ‏{‏ثم لا تجدوا لكم وكيلا‏}‏ أي منعة ولا ناصرا ‏{‏أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى‏}‏ أي مرة أخرى في البحر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏فيرسل عليكم قاصفا من الريح‏}‏ قال‏:‏ التي تغرق‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال‏:‏ القاصف والعاصف في البحر‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏قاصفا‏}‏ قال‏:‏ عاصفا‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا‏}‏ قال‏:‏ نصيرا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد في قوله‏:‏ ‏{‏تبيعا‏}‏ قال‏:‏ ثائرا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا‏}‏ قال‏:‏ لا يتبعنا أحد بشيء من ذلك‏.‏

 الآية 70 - 72

أخرج الطبراني والبيهقي في شعب الإيمان والخطيب في تاريخه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما من شيء أكرم على الله من بني آدم يوم القيامة‏.‏ قيل‏:‏ يا رسول الله، ولا الملائكة المقربون‏؟‏‏!‏‏.‏‏.‏ قال‏:‏ ولا الملائكة‏.‏‏.‏‏.‏ الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر‏"‏‏.‏

وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفا وقال‏:‏ هو الصحيح‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ المؤمن أكرم على الله من ملائكته‏.‏

وأخرج الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الملائكة قالت‏:‏ يا رب، أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون، ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو، فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة‏.‏ قال‏:‏ لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له كن فكان‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم مثله‏.‏

وأخرج ابن عساكر من طريق عروة بن رويم قال‏:‏ حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الملائكة قالوا‏:‏ ربنا خلقتنا وخلقت بني آدم‏.‏‏.‏‏.‏ فجعلتهم يأكلون الطعام ويشربون الشراب ويلبسون الثياب ويأتون النساء ويركبون الدواب وينامون ويستريحون، ولم تجعل لنا من ذلك شيئا‏.‏‏.‏‏.‏ فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة‏.‏ فقال الله‏:‏ لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن عروة بن رويم مرسلا‏.‏

وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من طريق عروة بن رويم الأنصاري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏لما خلق الله آدم وذريته قالت الملائكة‏:‏ يا رب، خلقتهم يأكلون ويشربون وينكحون ويركبون، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة، فقال الله تعالى‏:‏ لا أجعل من خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي كمن قلت له كن فكان‏.‏وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات من وجه آخر، عن عروة بن رويم اللخمي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه إلا أنه قال‏:‏ ‏"‏ويركبون الخيل‏"‏ ولم يذكر ونفخت فيه من روحي‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان من طرق، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏ولقد كرمنا بني آدم‏}‏ قال‏:‏ جعلناهم يأكلون بأيديهم، وسائر الخلق يأكلون بأفواههم‏.‏

وأخرج الحاكم في التاريخ والديلمي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏{‏ولقد كرمنا بني آدم‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏الكرامة، الأكل بالأصابع‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر رضي الله عنه قال‏:‏ ما من رجل يرى مبتلى فيقول‏:‏ الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني عليك وعلى كثير من خلقه تفضيلا، إلا عافاه الله من ذلك البلاء كائنا ما كان‏.‏

وأخرج أبو نعيم والبيهقي في الدلائل، عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏إن الله خلق السموات سبعا فاختار العليا منها، فأسكنها ما شاء من خلقه، ثم خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب واختار من العرب مضر، واختار من مضر قريشا واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من خيار الأخيار‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏يوم ندعو كل إناس بإمامهم‏}‏ قال‏:‏ إمام هدى وإمام ضلالة‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والخطيب في تاريخه، عن أنس رضي الله عنه في قوله‏:‏ ‏{‏يوم ندعو كل إناس بإمامهم‏}‏ قال‏:‏ بنبيهم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه مثله‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‏:‏ ‏{‏يوم ندعو كل إناس بإمامهم‏}‏ قال‏:‏ بكتاب أعمالهم‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن علي رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ ‏{‏يوم ندعو كل إناس بإمامهم‏}‏ قال‏:‏ يدعى كل قوم بإمام زمانهم وكتاب ربهم وسنة نبيهم‏"‏‏.‏

وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله‏:‏ ‏{‏يوم ندعو كل إناس بإمامهم‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏يدعى أحدهم فيعطى كتابه بيمينه، ويمد له في جسمه ستين ذراعا ويبيض وجهه ويجعل على رأسه تاج من نور يتلألأ، فينطلق إلى أصحابه فيرونه من بعيد فيقولون‏:‏ اللهم ائتنا بهذا وبارك لنا في هذا حتى يأتيهم فيقول‏:‏ أبشروا‏.‏‏.‏‏.‏ لكل رجل منكم مثل هذا‏.‏

وأما الكافر، فيسود له وجهه ويمد له في جسمه ستين ذراعا على صورة آدم، ويلبس تاجا من نارا فيراه أصحابه فيقولون‏:‏ نعوذ بالله من شر هذا‏.‏‏.‏‏.‏ اللهم لا تأتنا بهذا‏.‏ قال فيأتيهم‏.‏ فيقول‏:‏ ربنا أخره فيقول‏:‏ ابعدكم الله، فإن لكل رجل منكم مثل هذا‏"‏‏.‏

وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن عكرمة قال‏:‏ جاء نفر من أهل اليمن إلى ابن عباس فسأله رجل‏:‏ أرأيت قوله تعالى‏:‏ ‏{‏ومن كان في هذه أعمى‏.‏‏.‏‏.‏ فهو في الآخرة أعمى‏}‏ فقال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ لم تصب المسألة، اقرأ ما قبلها ‏{‏ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر‏}‏ حتى بلغ ‏{‏وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا‏}‏ فقال ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ فمن كان أعمى عن هذا النعيم الذي قد رأى وعاين، فهو في أمر الآخرة التي لم تر ولم تعاين ‏{‏أعمى وأضل سبيلا‏}‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏{‏ومن كان‏}‏ في الدنيا ‏{‏أعمى‏}‏ عما يرى من قدرتي من خلق السماء والأرض والجبال والبحار والناس والدواب وأشباه هذا ‏{‏فهو‏}‏ عما وصفت له في الآخرة ولم يره ‏{‏أعمى وأضل سبيلا‏}‏ يقول‏:‏ أبعد حجة‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس‏:‏ من عمي عن قدرة الله في الدنيا فهو في الآخرة أعمى‏.‏

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن قتادة في الآية قال‏:‏ من عمي عما يراه من الشمس والقمر والليل والنهار وما يرى من الآيات ولم يصدق بها، فهو عما غاب عنه من آيات الله أعمى وأضل سبيلا‏.‏